283 عامًا على قيام أول دولة عربية في جزيرة العرب
بعد انتقال عاصمة الدولة العربية الأولى من المدينة إلى الكوفة في عهد علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) عام 36هـ للقضاء على فتنة الانشقاق عليه لم تعد مرة أخرى إلى جزيرة العرب؛ لا إلى مكة ولا إلى المدينة ولا إلى نجد ؛ بل استطاب بنو أمية الشام فأعلنوا دمشق عاصمة لخلافتهم، وحين انهارت دولتهم 132هـ اختط أبو جعفر المنصور مدينة جديدة لتكون عاصمة للخلافة العباسية فاختار موقعا بديلا للكوفة وبني بغداد إلى أن انهارت دولتهم 656هـ على يد التتار، ورأى العثمانيون العرب أتباعا لهم، وجعلوا من بلادهم غنيمة وكنوزا تجبى إلى استانبول، فسلبوها عناصر القوة وعاملوا العرب بالبطش والجبروت، بل شنوا على أول دولة قامت للعرب على يد الإمام محمد بن سعود حروب العنصرية والكراهية ؛ لئلا تقوم للعرب دولة تحميهم وترفع رايتهم وتحقق أحلامهم في القوة والتحضر والعيش الرغيد.
أما الممالك الإسلامية المتناثرة في الأصقاع كقاهرة الفاطميين وقرطبة الأمويين -على سبيل المثال- فما كانت جزيرة العرب لهم إلا مكانا يضم الحرمين الشريفين .
لكن ابنه عبد العزيز الشاب الطموح المتوقد ذكاء ودهاء وبسالة نهض بعد عشر سنوات من هجرة عائلته إلى الكويت بمهمة بطولية خارقة لاستعادة الدولة وتحقق الحلم الكبير باستعادة الرياض عام 1319هـ وقامت الدولة السعودية الثالثة التي نتفيأ ظلالها ونعيش أمجادها الآن .
ومما يؤسف له أن جزيرة العرب التي كانت الخزان البشري الذي أنتج القادة الفاتحين والعلماء والشعراء والرواة والمبدعين أهملت ؛ أهملها الخلفاء وعقوها وضيعوها ألفا ومائة وواحدا وعشرين عاما إلى أن حقق الإمام محمد بن سعود حلم الدولة لقبائل الجزيرة العربية لأول مرة في تاريخهم بعد هجرتها إلى الكوفة عام 36هـ.
نقلا عن الجزيرة